Saturday, November 17, 2007

تميم ............ هذا الرجل


تميم البرغوثي: كل فلسطيني يفعل شيئا طيبا يخوض فعل مقاومة
القاهرة - رويترز - حضر مئات الفلسطينيين ليستمعوا لشعره ليملأوا المراكز الثقافية
في الضفة॥ وفي احدى المرات ملأوا ملعبا لكرة القدم في مدرسة। وليست هذه هي
الاستجابة المعتادة لهذا النوع من الفنون।

قاطعت الحشود قراءته للشعر عدة مرات بالتصفيق وصارت أبيات من شعره رنات شائعة
للهواتف المحمولة على الرغم من أنها باللغة العربية الفصحى وتمس الصراع العربي
الاسرائيلي والسياسة وهي قضايا طرقها العشرات من الشعراء الفلسطينيين والعرب।

اذن ما هو الشيء المختلف عند تميم البرغوثي؟؟ هو يقول ان شعره برغم تجسيده للواقع المرير والفوضى في بلاده بمقدوره أن يوجه لابناء بلده رسالة أمل بشأن ما هم يائسون منه। وقال في مقابلة من شقته في القاهرة "الان॥ اليوم॥ الهوية السياسية للفلسطينيين مهددة بشكل لا سابق له في التاريخ"। وأضاف "ان الشعر وأشكال الانتاج الثقافي الاخرى تعزز هذه الهوية ولذلك يتشبث الناس بها। ومنذ سقوط بغداد يشعر الناس باليأس وهناك حاجة لرسالة أمل"। في اشارة الى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003। وفي قصائده صور لجنود اسرائيليين في المناطق الفلسطينية وأمة اسلامية صورها على أنها غزال خائف من ترك مخبئه كي لا يموت والشرطة تشتبك مع الطلاب في المظاهرات المعادية للحرب في القاهرة। ولكن هناك أيضا صورة لطفل تمكن من الخروج من مخبئه ويدعو الغزال لفعل الشيء نفسه مذكرا اياه بأيام الحرية المجيدة। وهناك أيضا روائح وأصوات وقصص قديمة من وسط القاهرة الاسلامية والفقر المدقع والحكم السلطوي।

ويقول البرغوثي ان كتابة "شعر جيد" يرقى لدرجة مقاومة القمع. ويحمل البرغوثي الجنسية الاردنية ولكنه ينتمي لقرية دير غسانة القريبة من رام الله. وأضاف "انك اذا خلقت الجمال واذا خلقت الفن.. الفن الجيد فانك تؤكد انسانيتك.. تؤكد ما تستحقه".
وقال "ان كل فلسطيني- مثل كل جنوب افريقي أسود- اذا فعل شيئا طيبا فانه يخوض فعل مقاومة॥ يخوض عملا من أعمال تأكيد الذات॥ يقول اننا بارعون॥ اننا بشر.. اننا أقوياء.. ان بمقدورنا تجاوز تحديات الاستعمار والاحتلال والقمع والحرمان"। وصعد نجم الرغوثي وهو ابن للشاعر الفلسطيني البارز مريد البرغوثي والكاتبة المصرية رضوى عاشور في الاراضي الفلسطينية بعدما ظهر في الشهر الماضي وهو يلقي الشعر في برنامج عربي أذيع عبر الفضائيات।

وشاهد الناس تسجيلات للشعر الذي ألقاه الاف المرات على موقع "يو تيوب" على الرغم من أن شعره مكتوب بالعربية الفصحى لا العامية।

وتعليقا على جولته في الضفة قال البرغوثي "كان الامر مثيرا للمشاعر॥ ان فكرة أن يتم التعامل مع الشعر العربي بهذه الطريقة شيء غير عادي.. بالنسبة لي هذا شيء عظيم لان حلمي هو كتابة الشعر كي يفهمه الجميع"।

وأشهر قصائده هي "في القدس" وهي مذكرات ليوم واحد زار فيه المدينة। وكان أول ما فاجأه حينما زار المدينة الجنود الاسرائيليون وكونه ممنوعا من دخول المدينة بسهولة। ولكن القصيدة تنتهي بجملة على لسان المدينة العتيقة

لا تبك ايها العربي و أعلم أنه في القدس من في القدس لكن لا أرى في القدس الا أنت


من علاء شاهين

No comments: