Wednesday, October 8, 2008

طقوس الوجع



للوجع ثلاث طقوس .. طقس الوحدة .. طقس التفكير و طقس الاستغراق .. يأخذ طريقه الى الجسد .. بعد ان تستبد فكرته بالعقل ... يجلس منحنيا على كرسيه في البلكونة .. يرى المدينة من بعيد .. يتسائل .. ما الحل ؟؟؟ تناديه أمه .. مصطفى ... يتجاهل النداء الطويل الثقيل ... تناديه بالحاح مصطفىىىىىىىىىىىى ... .. يجيب بكسل : نعم يا ستو أنا ...

- مش الواد ده سامح صاحبك ؟؟؟ و تشير الى التليفزيون
- ايوة يا ماما ..
- بيهبب ايه هناك ؟؟؟
- يا ماما سامح صحفي بيغطي المؤتمر ..
- غطوه و صوتوا .... اوعى يا واد تطلع عبيط زيو بلا سياسية بلا عبط يا واد احنا مش ناقصييييين
- ( يبتسم ॥ قدرتها على النقد تعني تعافيها من الحزن على فقدان والده ॥ هذه هي أمه و تلك هي عاداتها)
* * *

شخص عادي

يغادر المدينة ... فجرا .. السيارة متجهة الى المطار .. قلبه يقفز فرحا .. يتردد في أذنيه صدى كلمات والده :كن شخصا غير عادي .. !

خمسة عشر عاما تمر يعود الى بيته و عائلته يستعيد بينهم اشياء عادية كالتحلق حول طاولة الطعام و قبلات الاخوة و اصوات الباعة الجائلين في الشوارع و شاي العصاري ... و يخرج من المدينة تحت القصف .. شخصا خائفا هاربا محاصرا .. يتذكر من تركهم ورائه و هم يعدونه بالصمود .. أما والده فلا يذكر أنه رآه في أحلامه منذ وقت طويل !


* * *
اغتراب

طوال عمرها و هي تكره الأعمال المنزلية و تنجزها بسرعة ... و تكره الثرثأرة .. و تحب أن تعرف و تفهم و أن تحكم عقلها .. حين يقع المال في يدها .. تتجه آليا الى المكتبة تبتاع الكتب و كأنها تشتري مصاغا يحميها ثمنه في المستقبل .. يتهمونها بالخبل و اضاعة المال ... و بأن قضاياها خاسرة لأنها تتحدث عن الأمل و الاصلاح ..
و رغم أنهم بينهم و بين أنفسهم يتمنون لو يستطيعون فعل ما تفعل إلا أنهم لا يساندونها و لا يتركونها في حالها

اغترابها مأساتها ...

أما هو فهو على منزلته و علمه لا يخفي اعجابه بها .. لكنه اعجاب فقط لن يصل الى العشق أبدا .. و لا حتى الى الصداقة