Wednesday, December 26, 2007

الاسكندرية




أمست الأسكندرية كفيفة من كثرة المطر ،،، بدت كستنائية الميول ،،، يتحسس أفقها البارد الأرض و تحمل معها وزر صمتها الشتوي ،،،أينما أصبحت و كيفما أمست ،،، ، تركض بكل كسل .. تتابع محاولات بزوغ الفجر دونما صدق،،، بل ترقبه بدهاء و خبث

غرقت في أمطار عشقي .. تذوب حبات المطر فيها على أكف السيارات و على أرجل إشارات المرور
يختنق أبو قير فيبدو على طوله كطفل صغير يستغيث من حيرته و
لا يدري .. ماذا ينتظر ليكبر و يتسع ؟!

شبابها يضحكون رغم كل شيء .. نساء متشحات بالسواد يعبرن الطريق بثبات و صبر .. فتيات ينتظرن الاتوبيس على القمة .. أو الناصية و لكن هكذا هو اسمها هنا

كيف ستستمر رفقة يناير الباردة و أنا ذاهبة نحوك لأهبك دعمي ووفائي و أنت لا تستحق ؟

النوة ! هذا المفهوم الصاخب الطائش الذي لم أعايشه من قبل عن قرب هكذا .. لماذا يبدو احساسي مختلفا عن الآخرين كلما تحدثت عنها تلك الأسكندرية ؟!!!
لم أستطع أن أضع قدماي على الأرض .. بدا الزمن يلهث بل مقطوع الأنفاس و أنا أحاول أن أرى البحر الذي كان يبدو محتقنا كوشاح غامق على صدري ، شديد التش
اؤم ، قبلته بعيناي و بكل حواسي وودعته و أنا أخشاه و أحبه و أهدي له تمنياتي بالعودة الى عقله !

ماذا تفتقد يا بحر ؟ ، قلما وورقة ؟ عمن تبحث في عيون الصغار أيها الكبير المبتل ؟ عن الصبر ؟ عن النعاس ؟ عن الخلود ؟

لا تأمن الكبار يا بحر.. فكلهم يكذبون!!

تتثائب الشطآن كالملكات و تفك المدينة الساحلية ضفائرها الحميمة تحت سفح البحر ، تبدو في منتهى البهاء و الحزن ، تتحرك أعينها يمينا و يساؤا كهر بري حتى فستانها الرملي يتهادى فوق الجسد الفارع ..
في ضفيرتيها الطويلتين يختزل التاريخ و الرونق و البشر .. ابي قير و الكورنيش !

بينما بدا فستانها الرملي يتهادى فوق الجسد الفارع !

ترقص كشابة .. بحيوية و نشوة و كأنما أصابها مس مخملي هادر .. فواح الاحساس .. و تضحك كنافورة فوق كتفي ..

الليلة ليلتها .. ليلة صاخبة هاذية لا يسعها الكون ، نعم هي أنثى .. أليست العذوبة أنثى .. أليست الوداعة أنثى .. أليست المشاعر أنثى أليست الأرض أنثى .. ألا تبدو الاسكندرية أزهى النساء جنونا وسحرا ؟!!

أليس الخريف رجلا ؟!!

و تتحق النبؤة .. فتنظر إلي بعين العطف لتطلعني على سر من أسرارها مهددة إياي بقطع أوصالي بها إذا ما بحت لإحداهن بسرها المعروف :

و هو أنها تحب طفلا و تتراءى له كل مساء