Monday, November 5, 2007

ست الحسن


في يوم ما نفرت فيه كل عروق اليد حتى أنني أظنها جميعها الآن تعرف بعضها بعضا .. كان يجب أن أكتب للتاريخ .. في يومي هذا بالتحديد و هو اليوم الذي يقول فيه كل حي فان أن العمر لم يتبق فيه بقدر ما مضى .. برزت عظام الوجه كبوابات قلعة كستها ستائر هشة هي جلدي العجوز المهترىء و بعد أن وقعت أسناني كأوراق خريف غير مشتاقة الى حياة أخرى و مضي العمر فأصبحت كل الرؤى أوضح و كل الأحلام حقيقة واقعة أو كذبا ووهما أدمناه على مدار السنين ..
و أخيرا أستنشق عبير الأيام لا ألوي على شيء سوى كتابة مذكراتي و فنجان من القهوة يؤنس قلمي و أوراقي و ينبهني الى ساعات الفجر كلما طلت عليَ برقة من نافذة حجرتي الصغيرة .
أسطر هذه الكلمات لسببين أولهما أن يكون لي تاريخ مكتوب و لو قصير غير ذلك الذي يحمله أولادي و أحفادي في ذاكراتهم ووجدانهم
و ثانيهما : أن التاريخ ألصق بي لقبا كنت أتمنى أن يلصقه بغيري و هو ست الحسن و الجمال .. و لكن لي حقيقة أخرى اهديها الى هذا التاريخ ..
لقد ذبت عشقا بأرض هذا الوطن و أدمنته حتى الثمالة و أطاحت جمالياته و قبحه بما تبقى لي من عقل .. فدافعت عن قضاياه كثائرة و شاعرة و دارت بي الأيام فلم تبق لي بلدي عقلا
قدمت لها سبعا من الشهداء و استطبل من الخيل العربي الأصيل و بيت أحسبه كان أسطورة في البناء و المعمار .. و لا زلت أظنه لا يكفي!
نعم .. تركت خبز الخبز و حياكة الأثواب و و الغناء و مداعبة احفادي لأتعلم كيف أحمل بندقية .. و فنيت و فنى العمر .. و مات الشاطر حسن عني بعد أن حاول أن يأخذ بثأره سنوات و سنوات ممن قتلوا أولاده أمامه و مثلوا بجثثهم و تركوه ليعيش سنوات بعد ذلك عاجزا بلا يدين !اليوم و قد بلغت من الكبر عتيا .. أكاد أتحسس قبلات الندى على السورالخشبي للاسطبل و أشم رائحة البخور الزكية في كل أرجاء بيتي و أسمع صوت النافورة المدللة النائمة في وسطه .. لازلت أخالط العود و أنا أحاوره .. أبثه شجني و اعتراضاتي ..
و لم يتبق من كل هذا سوى أحفاد يحفظون التاريخ و لا يفهمونه
كتبت للتاريخ : ست الحسن و الجمال
الصورة للفنان المبدع " حسن الفداوي" بيناظير بوتو


محاولات فقط

على ورق

أشكو بها نفسي اليكم

بانسجام

اشطب كل ما لا يشبهني

أحارب للوصول الى عمق الصورة

و إني فخورة

أن مهنتي هي

الأرق

و حين يعجز القلم

لا أتودد للقوافي

بل أنتظر ساعات و ساعات

حتى يوافيني

أمل