في يوم ما نفرت فيه كل عروق اليد حتى أنني أظنها جميعها الآن تعرف بعضها بعضا .. كان يجب أن أكتب للتاريخ .. في يومي هذا بالتحديد و هو اليوم الذي يقول فيه كل حي فان أن العمر لم يتبق فيه بقدر ما مضى .. برزت عظام الوجه كبوابات قلعة كستها ستائر هشة هي جلدي العجوز المهترىء و بعد أن وقعت أسناني كأوراق خريف غير مشتاقة الى حياة أخرى و مضي العمر فأصبحت كل الرؤى أوضح و كل الأحلام حقيقة واقعة أو كذبا ووهما أدمناه على مدار السنين ..
و أخيرا أستنشق عبير الأيام لا ألوي على شيء سوى كتابة مذكراتي و فنجان من القهوة يؤنس قلمي و أوراقي و ينبهني الى ساعات الفجر كلما طلت عليَ برقة من نافذة حجرتي الصغيرة .
أسطر هذه الكلمات لسببين أولهما أن يكون لي تاريخ مكتوب و لو قصير غير ذلك الذي يحمله أولادي و أحفادي في ذاكراتهم ووجدانهم
و ثانيهما : أن التاريخ ألصق بي لقبا كنت أتمنى أن يلصقه بغيري و هو ست الحسن و الجمال .. و لكن لي حقيقة أخرى اهديها الى هذا التاريخ ..
لقد ذبت عشقا بأرض هذا الوطن و أدمنته حتى الثمالة و أطاحت جمالياته و قبحه بما تبقى لي من عقل .. فدافعت عن قضاياه كثائرة و شاعرة و دارت بي الأيام فلم تبق لي بلدي عقلا
قدمت لها سبعا من الشهداء و استطبل من الخيل العربي الأصيل و بيت أحسبه كان أسطورة في البناء و المعمار .. و لا زلت أظنه لا يكفي!
نعم .. تركت خبز الخبز و حياكة الأثواب و و الغناء و مداعبة احفادي لأتعلم كيف أحمل بندقية .. و فنيت و فنى العمر .. و مات الشاطر حسن عني بعد أن حاول أن يأخذ بثأره سنوات و سنوات ممن قتلوا أولاده أمامه و مثلوا بجثثهم و تركوه ليعيش سنوات بعد ذلك عاجزا بلا يدين !اليوم و قد بلغت من الكبر عتيا .. أكاد أتحسس قبلات الندى على السورالخشبي للاسطبل و أشم رائحة البخور الزكية في كل أرجاء بيتي و أسمع صوت النافورة المدللة النائمة في وسطه .. لازلت أخالط العود و أنا أحاوره .. أبثه شجني و اعتراضاتي ..
و لم يتبق من كل هذا سوى أحفاد يحفظون التاريخ و لا يفهمونه
كتبت للتاريخ : ست الحسن و الجمال
و أخيرا أستنشق عبير الأيام لا ألوي على شيء سوى كتابة مذكراتي و فنجان من القهوة يؤنس قلمي و أوراقي و ينبهني الى ساعات الفجر كلما طلت عليَ برقة من نافذة حجرتي الصغيرة .
أسطر هذه الكلمات لسببين أولهما أن يكون لي تاريخ مكتوب و لو قصير غير ذلك الذي يحمله أولادي و أحفادي في ذاكراتهم ووجدانهم
و ثانيهما : أن التاريخ ألصق بي لقبا كنت أتمنى أن يلصقه بغيري و هو ست الحسن و الجمال .. و لكن لي حقيقة أخرى اهديها الى هذا التاريخ ..
لقد ذبت عشقا بأرض هذا الوطن و أدمنته حتى الثمالة و أطاحت جمالياته و قبحه بما تبقى لي من عقل .. فدافعت عن قضاياه كثائرة و شاعرة و دارت بي الأيام فلم تبق لي بلدي عقلا
قدمت لها سبعا من الشهداء و استطبل من الخيل العربي الأصيل و بيت أحسبه كان أسطورة في البناء و المعمار .. و لا زلت أظنه لا يكفي!
نعم .. تركت خبز الخبز و حياكة الأثواب و و الغناء و مداعبة احفادي لأتعلم كيف أحمل بندقية .. و فنيت و فنى العمر .. و مات الشاطر حسن عني بعد أن حاول أن يأخذ بثأره سنوات و سنوات ممن قتلوا أولاده أمامه و مثلوا بجثثهم و تركوه ليعيش سنوات بعد ذلك عاجزا بلا يدين !اليوم و قد بلغت من الكبر عتيا .. أكاد أتحسس قبلات الندى على السورالخشبي للاسطبل و أشم رائحة البخور الزكية في كل أرجاء بيتي و أسمع صوت النافورة المدللة النائمة في وسطه .. لازلت أخالط العود و أنا أحاوره .. أبثه شجني و اعتراضاتي ..
و لم يتبق من كل هذا سوى أحفاد يحفظون التاريخ و لا يفهمونه
كتبت للتاريخ : ست الحسن و الجمال