Sunday, April 20, 2008

عرض شديد الهزال


عرضي انا شديد الهزال مليء

بالثغرات الهندسية

أولا اعاني منذ ألف عام

من نوبات بكاء ليلية

يعني

صبر فوق احتمال

ثانيا : أريدك رجلا ثائرا

و هذا ليس في الامكانية

و عيوبي ملأت أسماع دهري

و تعابيري طلاسم سيريالية

ووحدتي آنستني قرونا

فهل تصبر على عادة ازلية ؟؟

فأنا منذ بدء الانسانية

و أنا أحاول أن أفهم

لماذا لا أشبهك ؟؟

لماذا ليس لدي لحية ؟؟

و لماذا يقولون عني جنسا آخر

و انا و أنت مصيرنا العدمية ؟

و لماذا ولدت في قبو

وولدت أنت ملكا على الحرية ؟

و لماذا ترى الفجر حيا

و أراه انا من خلف زجاج بيتنا مخفيا؟؟؟

لوحة مصرية و كلمة مصرية

أصل المحبة بسيطة ومصر تركيبة
ومصر حلوة ومُرَّة وشرحة وكئيبة
دا أنا اختصر منصب الشمس و أقول شمعة
ولا اختصر مصر وانده مصر يا حبيبة
تميم البرغوثي

لو بطلنا نحلم .. مش هيكون في فن !


حتى كاتبة هذه السطور لم أكن أعرف ماذا سأقول عن العمل المسرحي " لو بطلنا نحلم " .
محمد محمود مخرج العمل هو أحد أعز اصدقائي .. الفن بدمه بحق يمنحه ما يمنحه من الوقت و الجهد و الحياة .. المهم كمخرج .ز كانت بداية اقترابي منه في مسرحية ظلال قرطبة حيث اشتتركت في تلك المسرحية في تنفيذ الديكور .
كانت المسرحية بداية لكل شيء ، الممثلون ، الديكور .. كل شيء و كانت محاصرة بالمشكلات طوال الوقت حتى اللحظات الأخيرة ما قبل فتح الستار . و لكن الفنان وجدي العربي أثنى على العمل و على شبابه و شجعهم حيث كانت المسرحية ثقيلة جداعلى كتف القائمين عليها فلأنها مسرحية تاريخية فقد كان ديكورها شيء مرهق و كان حفظ السيناريو بالنسبة للمثلين الشباب عملا شاقا و هو ما اتضح فيما بعد في نسيانهم لأجزاء من الحوار و في ارتجالات عدة لم يشعر بها الجمهور بل شعرنا نحن بها في الكواليس و التي كانت ايضا شديدة الارتباك ... المهم .

نقطة التحول الحقيقة : لو بطلنا نحلم .
الساعة السابعة مساء اليوم السبت 20 ابريل 2008 : عرض مسرحي جديد لمحمد محمود المخرج و المؤلف الشاب أيمن الشايب .
العمل برمته يتناول مشاكل الشباب المعتادة في عصرنا الحالي : تفكك اسري ، بطالة ، فقر ، ادمان ، هروب من الواقع ، هجرة غير شرعية ، تأخر دراسي ، علاقات غير شرعية مع الجنس الآخر .
الحالة التي أخرجها محمد محمود كانت حالة ذات مذاق خاص .. حالة مخرج يدرس الواقع بطرافة و دهاء و حالة ممثلون شباب جمع بينهم في كواليس لعمل صداقة أضفت على العمل شكل من أشكال الحرفية تسمعه في تصفيق الجمهور و تصفير الشباب ، تراوح العمل بين مشهد قهوة " انسى الدنيا " و الجامعة ، ديكور بسيط طغت عليه روح البساطة الفكاهية لكنها روح تحررت من السذاجة و دخلت في عمق العقل الشاب المحبط السائد هذه الايام ، امتزجت حالة التهييس باحباطاتهم و يأسهم و بدا " حموقة " صاحب القهوة الشيطان المراقب الذي كان يبارك احباطهم و يدعمه بمزيد من الحشيش و الاغراق في نوبات اللاوعي .

" خالد " الشاب الذي يسعى للسفر الى ايطاليا : لا يدري ماذا سيفعل هناك .. لكن جحيم ايطاليا أهون من عذاب بلدنا ! و بالطبع الهجرة غير شرعية .
الأداء كان متميزا للغاية و ان تمادى أحيانا في انفعالاته و في محاولاته فرض القفشة حينا آخر إلا أنه كان احترافيا في الغالب و متميزا !
يحب خالد أحلام و يتزوجها عرفيا .. " أحلام اسم على مسمى " تعيش في احلام الرومانسية و تسلم بالزواج عرفي من خالد فيبيعها من أجل حلمه الأكبر
" دنيا " على النقيض فتاة باعت نفسها للمال فتزوجت عرفيا من صديق شقيقها خالد ابن السفير و بالتالي كانت النتيجة تنصل كامل من الالتزام بعد وقوع المحظور.
نقطة النور في أحداث المسرحية كانت في " عيد " ابن البواب الفتى الأسمر الذي يأخذ بيد الجميع في النهاية في مشهد رمزي رائع ايعيد اليهم القدرة على الحلم عشان لو بطلنا نحلم .. نموت !
العمل في جملته يمثل نضوج للحالة الشبابية الواعدة تلك .. و بغض النظر عن بعض جوانب القصور في سيناريو العمل و الخطب الملقاة على لسان بعض أفراد العمل إلا أنني خرجت و أنا أشعر أنني في حالة مصرية تشبهنا الى حد كبير جدا جدا .. !
فحتى الافيهات بين الشباب .. كانت حقيقية و تلقائية و مصرية و على درجة عالية من الفكاهة و النضج .
و أرى أننا افتقدنا كثيرا تلك الحالة التي تشبهنا و تعبر عن واقعنا .
إن هؤلاء الشباب بذلوا جهدا في سبيل الفكرة حتى تحولت بعد مثير من الاحباطات من تأجيل و الغاء و أكيد مشاكل مادية .. تحولت الفكرة في النهاية الى واقع استمتع به الجمهور و الممثلون و أضاف كلاهما الى سجله وعيا آخر و تجربة أخرى لا تخلو من جماليات يجب ان يدعمها من يدعون حب الفن و احترامه .
و أحييهم جميعا و أبدي لهم حبي و احترامي و تصفيقي أيضا