Thursday, March 12, 2009

وقفة .. !



و كل ما في غربتي
زوادة ، فيها رغيف يابس ، ووجد
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد

"محمود درويش "



ارتفع منسوب المياه فكان يجب أن نخرج أنا و اخوتي من المنزل و لأن الشتاء كان قارسا كان يجب أن أعود لأحمل أشيائي جذبتني من طرف ثوبي و هي تفترش الأرض ،،،
لا تنسي البطاطين

صعدت الدرج و أنا أرى الناس تركض خوفا من الغرق بعضهم خرج ببطانية و بعضهم بطعام و بعضهم بالبن و السكر !
صعدت فاتجهت تلقائيا الى مكتبتي .. ذاك ديوان لتميم كنت أقرؤه و هذا كتاب لمالك بن نبي كنت أفتش بين صفحاته عن جواب لأسئلتي رواية " العيب " أول رواية قرأتها و انا صبية غضة ، مذكراتي شهادات تخرجي و شهادات خبرة .. جواز السفر و موسوعة المسيري .. ليوسف ادريس
آه البطاطين !!!!

يعلو منسوب الماء أكثر فأكثر .. أحمل ديوان الشعر و الموسوعة و أركض .. أذهب نحو اخواتي .. تهللت ملك الصغرى: أحضرت البطاطين ؟؟؟
- لا ؟؟؟
- ماذا جلبت إذن ؟
- كتب !!!!!! أكاد أتجمد من البرد ،،أين ؟؟
- يقولون مؤسسة الرعاية تجلب البطاطين كمساعدات
- أريد بطانية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

عدت و أنا أكاد أتجمد دخلت غرفة النوم وجدت كتابا يحمل اهداء رقيقا .. أحضرا الكتاب معي و كتب أخرى كثيرة لم أستطع حمل البطانية الثقيلة .. حملت الكتب و عدت بها فعنفني إخوتي .. يريدون الدفء و أريد كتبي ..
عدت ،حملت المزيد من الكتب ، وقعت كتبي في الماء فغامت حروفها و معانيها ॥ جلست في ركن و بكيت .. كتبي .. موطني .. أملي ! حملت البطاطين الى إخوتي فوجدتهم نائمين متدثرين ببطاطين مؤسسة

الرعاية في أيام الكوارث



عودة من جديد


أعتذر لكم بعد انقطاعي، انقطع فيها قلمي عن الكتابة و لم أعد أمسك قلمي إلا كانت غزة و كان الناس و الأحداث الجسام ، ربما كان القرف العام عاملا و ربما كان الرغبو في العودة بشيء جديد بحق ، أتمنى استعادة ثقتكم

أحبكم و أعدكم بعودة قوية و جديدة
مها عمر
القاهرة 2009