Saturday, May 3, 2008

وطني ليس دولتي - رسالة غالية على قلبي


هذه رسالة وردت من احد زوار صفحة الفيس بووك وهي فتاة فلسطينية من عرب اسرائيل التي أنشاتها و استأذنت صاحبتها في نشرها هنا في مدونتي ،، رسالة أحبكم أن تقرأوها بالعقل و القلب ثم باللسان

هو لوحه فنيه متناسقة الألوان ,شمسٌ وبحر ٌ وسماء ,جبالٌ شامخة أشجار زيتون صامدة , مزينٌ بأشتال صبّاره وتينه। وطني هو بيتي ومحيطي وآمالي । ربما كنت من المحظوظين الذين حظوا بفرصة البقاء في الوطن والحفاظ على البيت والأرض. واني بموقع المحسود عليه من قبل إخوتي في الشتات والذين حرموا ليس فقط من الوطن إنما من المعالم الانسانيه البسيطة.ان هويتي العربية الفلسطينية التي احملها بدمي وأعيشها بثقافتي تعيش بالوقت ذاته تناقضات عديدة فانا التي أحيا في وطني وعلى ارضي أعيش قي دولة محتلي واحمل جنسية من اغتصب وسلب هذه الأرض الطاهرة.ان واقع العربي الذي أصبح يعرّف بأسماء عديدة مثل عرب الداخل وعرب الخط الأخضر ومن سخرية القدر نعرف بعرب 48 فكيف لا؟ ونحن جزءٌ من مأساة الفلسطيني الذي يختزل بالأرقام من عام 1948 حتى 1967 . هو واقع مركب ويصعب فهمه للمشاهد الخارجي , حتى انه يربك الذي يعيشه . فأنت جزء من تركيبة مجتمع أنت لا تنتمي إليه أصلا لا بثقافتك ولا بعرقك تدرس مناهجهم التعليميه في المدارس والجامعات , تعيش يومياتهم "الاسرائليه" لكنك لا تشعر بانتمائك لهذه الدوله .ان عرب 48 وكما يسموننا عادة عاشوا فترة حكم عسكري صعبه جدا كاقليه قوميه معزولة عن الوطن العربي تتواصل فقط عبر الراديو مع خطابات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر حتى عام 66. في عام 76 انطلق يوم الأرض من قرى الجليل لتكون الانتفاضة الأولى ضد المحتل لنيل حقوقهم فكان يوم الأرض مؤشرا ومنحى هام للدولة العبرية انه رغم عشرات السنين من توجيه سياسة التجهيل والاسرله وبالرغم من العزلة التي عشناها ما زالت العروبه والوطنيه والوفاء لوطن سُلب اسمه فلسطين ينبض بدم رجال ونساء وأطفال الجليل.في انتفاضة القدس والأقصى كان لنا نصيبنا من الشهادة فأنارت دماء ثلاثة عشر من شبابنا شوارع الجليل والمثلث والنقب لتؤرخ وتؤكد اننا رغم كل الظروف حافظنا على هويتنا القومية والوطنية . وجاءت شهادة شبابنا لتفضح دولة تدعي الديمقراطية تقتل مواطنيها ببندقية حاقد أراد تخويفنا وتقطيع ذاك التواصل والتضامن مع شعبنا بالضفة والقطاع.نحن امتداد لأمة نتفاعل معها بحزنها وبفرحها , نحن جوهرة القضية فلمن غابه الأمر نحن الدليل لأحقية الفلسطيني بالأرض فوجودنا هو إثبات يدحض مزاعم الحركة الصهيونية بوجود ارض بلا شعب .نعم نعيش صراع ليس بالهين للحفاظ على هويتنا وللدفاع عنها من أي تشويه يمكن أن ينتج من سياسات اسرائليه تدفع هذا العربي إلى البلبلة .نحن تجسيد حي لما وصف ب "عار من الاسم من الانتماء بتربة ربيناها باليدين " أتمنى أن يتكامل وطن الأنبياء والشهداء لنحفظ معا ارض البرتقال المقدسة وأتمنى أن يحتضنا وطننا العربي فهو الأم والبيت الكبير الذي خرجنا منه


ليلى طه - قانا - الجليل - فلسطين
اللوحة الجميلة هي جدارية للفنان الفلسطيني : اسماعيل شموط اسمها
" لاجئون"