Tuesday, April 15, 2008

أنت العرش !


فاقد الاشياء يعطيها .. و انا اعطيك
أشهر سلاحي في وجه الغربة و أهبك ..
أهبك شرعيتك و مصداقيتك .. و دعمي !
حتى و ان كنت صوتا يعبر الى الاثير
حتى و ان كانت رسالتك لا تخصني وحدي
و ان كنت أبني منطقي ضد المنطق و حدودي ضد خرائط العقل
لم يعد لي مع المنطق مصلحة منذ بدأت دولتك و لم يعد لي سوى استشراف الغيب البعيد . و لا أحترم عهودا أبرمتها مع العقل ضدك !
و لا يعنيني ان يقال في التاريخ بقيت وحدي .. فأي رفيق ذاك الذي اسمح له باقتحامي بعدك ؟؟
أي غاز ذاك الذي يجرؤ على أن يحل محلك ؟
حتى و ان اعتلى العرش ملوكا .. تبقى انت الاصل .. أنت العرش و هم ضيوف عليك!

لماذا أضرب شعب يرفع شعار الستر و الصحة ؟؟؟؟


الحقيقة ان السؤال ملح و خطير ، قرأته عدة مرات حتى وجدت أنني فزعت من المعاني التي طرحها في رأسي هذا السؤال و تأكد لي للحظات ان الوضع الذي كان على حافة الانفجار انفجر بالفعل فمنذ عقود و الشعب النصري شعب بسيط مسالم شعاره الصحة و الستر ، و لكن مقومات الصحة و الستر تدنت بل و تكاد تختفي في شعب ७५% من ابنائه من البسكاء الكادحين و الذين يمثلون كل الموظفين والعاملين في قطاعات الدولة المختلفة و العمال و غيرهم.


بدا الأمر باضراب هنا و اضراب هناك ، اضراب لموظفي الضرائب العقارية ، اضراب لعمال السكة الحديد، ، اضراب لموظفي وزارة الاوقاف و كتب محللون سياسيون و مراقبون عن اقتراب تفجر الوضع و مع استجابة الحكومة لمطالب موظفي الضرائب العقارية ، تأكد في ذهن الشعب ان السبيل الوحيد للحصول على حقوقه الانسانية البسيطة هو الاضراب عن العمل فتوالت الاضرابات الاضرابات و توالت الاحتجاجات و بدأ العمال يضربون على أواني الجوع لتسمع الحكومة ، و لكن الأمر العجيب حقا و المثير للتساؤل هو : لماذا استمرت الحكومة في سياسات تثير المزيد من الاحتقان في الشارع المصري ، فاذا كان عاطف عبيد قد قدم للوزارة وثيقة بيع مشروعات الرفاه أي لامشروعات التي تضمن الحد الادنى من الرفاهية للشعب و كان ذلك عام الف و تسعمية اربعة و تسعين فلماذا واصلت الحكومة اتباع مثل هذه السياسات في ظل وضع محتقن و على وشك الانفجار ؟ । تلك السياسات المستمرة في دعم الاحتكار و الغاء الدعم و الخصخصة بل عقل و منطق و الضغط على اعصاب الرأي العام مشروعا بعد مشروع حتى اعتقدنا ان الحكومة تقوم بعكس ما هو مطلوب منها تماما !!!




هذا بالاضافة الى تغييب كامل للوعي السياسي للشعب حتى اصبحت السياسة او الانضمام لحزب سياسي تهمة بحد ذاتها لا ترقى الى كونها ايجابية او حرية تعبير في العصر الحالي !


فأصبح الناتج و لله الحمد شعب لا يعرف فارقا بين التظاهر و الاعتصام و الاضراب و لايملك بالتالي أية آاليات تجعل عمله أكثر تنظيما ।


هذا القمع أدى أيضا الى استسهال الحلول الامنية الجاهزة المعلبة ( اعتقال ، توجيه التهم الخ )




أحداث المحلة :


رغم أن دعوة الاضراب معلن عنها منذ منتصف مارس و لكن الأمن في المحلة بدا و كأنه استيقظ من نومه فوجد الحشود الحاشدة تدمر و تخرب على حين غفلة منه ، و في ظل اللغط القائم الآن حول مسئولية الفاعل في أحداث المحلة فإنه من الصعب بل و من المستحيل استثناء أي طرف من المسئولية ، و تفرق دم الحدث بين البلطجية وغيرهم ...


و غياب المسئول الواضح عن الاحداث أمر متوقع ليس لأن التخريب سمة شعب أو لأن هناك استعداد قائم لذلك بل لأنه على شجرة الجهل ينبت كل سوء و الويل لنا من المزيد !


و أقول في النهايو أنني أرفض أعمال التخريب و التدمير في الوطن ليس فقط لأنه الوطن و الاصل فينا الوطن ॥ و لكن لأننا في النهاية من سيدفع الثمن و أقول :


هل من يغضب يقطع ذراعه ؟


هل من يغضب يفقأ عينه ؟


هل من يغضب يزرع في حلقه النار ؟


أليس هذا الوطن الذي من أجله نصنع من أجسادنا دروعا لنفديه ؟


و من الدم و اللحم وقودا ليسير به الى الامام ؟


أليس أمنه و استقراره هو غاية الاماني ؟


و في هذا المقام استعير قول الشاعرة سعاد الصباح


" كل دبوس أدمى بلادي .. هو في قلبي أنا "


مها عمر