Saturday, July 18, 2009

ست البنات



حين ولدت قالت حماتها لأمها أنها لن تعيش .. و دار الزمن و لم تعش حماتها لتراها و كبرت حتى أصبحت قوية .. حتى أنها اضطرت لاتباع حمية لانقاص الوزن
بعد حين كانت قصص الجدة عن أمنا الغولة و الدجاجاة الزكية .. منتهى المتعة .. لان بيت الجدة لا يوجد به تليفزيون بسذاجة طفلة كانت تتلفت حولها محاولة أن ترى ملامح الغولة أو تشم رائحة العدس الذي تعده الدجاجة و من وقتها و هي تصدق الحكايات كل الحكايات حتى عندما ضحكت عليها ابنة خالتها و قالت لها أن داخل الورد البلاستيكي تعيش أجمل الأميرات و أنه يجرى لهم هناك .. عمليات كتلك التي أجريت لها مثل عملية الزائدة الدودية
كبرت قليلا فأحاطها السرد من كل مكان في حكايا شهرزاد و في قصص مثل قصة المهاتما غاندي و جين آير و ثم ثم اتسع الخيال فكتبت و كتبت .. و في منتصف الرحلة كانت تحكي لجدتها و هي على سرير المرض قصصا .. و كانت الجدة تهز رأسها و تشرب عصير البرتقال كالطفلة
ثم كبرت أكثر فأدركت أنها تعيش قصتها تفضيلة تفصيلة حتى أنها أصبحت شغوفة بمعرفة النهاية .. بل أصبحت نتتظر لترى النهاية و كأنها لا تخصها و أصبحت تختار لنفسها النهايات .. و هي تعرف عنها بعض الاشياء .. لكن لمأساويتها و جمالها أصبحت لا تبوح لأحد بما تتخيل أنها تعرفه عن نهايتها ...
و لأن النهاية شغلتها فقد قررت أن تعلب دورا في حسن النهاية .. فقرات كثيرا و صادقت بنتا مثلها .. بل أفضل منها .. و عشقت الشعر لأنها تود لو يكتبون بيتا أفضل من ذلك الذي أوصى به المعري على شاهد قبره ..
و لانها مختلفة .. فقد اختارت بطريقة مختلفة .. و السباحة في وطننا ضد التيار تفسر دوما على أنها إعلان العصيان ضد التقاليد و العادات ،
لكنها لا تنكر أنها ابنة تقاليدها و ابنة بيئتها و ابنة جيلها بل هي ابنة لكل الاشياء التي شاركت في تكوينها .. لكنها لا تريد أن تصبح مثل أحد ... بل تريد أن تكون نفسها .. ذاتها !! و أن يتركوها تتحمل مسئوليات اختياراتها .. لكن هيهات في مجتمع بأكمله لم يفعل و لم يعتد الفعل !
فأدركت أنه لأنها مختلفة ,, فإن لذلك ثمن سوف تدفعه .. و هي بالمناسبة مستعدة لذلك .. جدا !

Friday, July 17, 2009

على هذه الأرض



حين يمسك بالعود ليعبث مع وتره .. ترنيمة هنا و ترنيمة هناك .. وجد نائم بين الوترين و شجن يداعب الصوت السهران .. ذهاب و عودة و بال منسجم .. حتى تنفجر الموسيقى من تلقاء ذاتها بعزف مثالي يعبر بنا من ضيق اللحظة الى رحابة المعنى .. كابني الصغير أول ما تعلم المشي ثم راح يسبقني ثم لم يلتفت ليراني .. و كجدتي حين ابتسمت ابتسامة طويلة ثم حلقت في سقف غرفتها ابدا دون وداع .. ظننت أن هذا هو معنى الشجن

* * *

هاجمتني في الفترة السابقة أشباح الاستسلام .. سيوف مسلطة على مزاجي و محركات اختصرت طاقتي في الاحباطات .. دون داعي .. دون معنى

كنت أعبث بوقتي يا رب كنت بلا انجاز ، كنت كطير لا يريد الهرب من رصاص صياده فريسة كنت ليأس منقطع النظير

أحدق في الجمادات فأتمنى أن أكونها ، أتخليها دوما أقرب مني حظا

حتى استوقفني صديق عند درويش أشار بأصابع قلبه الى ، " على هذه الارض ما يستحق الحياة " وقد كان على صواب

من قال أن الكلمات بلا دور ، أو لا تأثير ؟ من قال أن الشعر بلا عقل ؟ من ادعى على الشعور السذاجة ؟ كل الكلمات من لحم و دم

،، و كلمتي هي

حنان

و أنا موجودة في كل المشاهد الحنونة

أم تحكي حكاية

جدة تغزل وجه حفيدها

رجل يبحث عن فكرة

او شاب يدرس طفلا الفارق بين الابداع و مجرد تأدية الواجب و أن الأقطاب المختلفة لا تتنافر بل تتجمع

قررت أنه ،،، لا وقت للشجن و لا داعي للحزن و إن كان له داعي

و أنه على أرض قلبي ما يستحق الحياة