Monday, May 26, 2008

علبة كرتون .. قصة قصيرة .. أو حلم !


مساحات الوحدة تتقلص .. تقترب الصورة .. صورة جدتي و هي تفحص العيش المحمص الذي أعددته للفتة .. بدت أصغر .. و أجمل
على الكرسي المريح في الصالة جلست و بدأت تكسر العيش بما تبقى من أسنانها
تتطلع الى السقف تبتسم ...
أدغددغها .. تنهرني و هي تضحك ... " بس يا بت " !

تنهض .. تحدث أمي في موضوع ما ..

في نفس الصالة الضيقة ببيتنا الصغير في شارع اسكندر ابراهيم
.. فوق الدولاب الخشبي الكبير .. المزدحم بالاشياء .. لفت نظري علبة الكارتون الكبيرة التي حملت جهاز تلفازنا الجديد ... أتفحصها بفضول نادرا ما يصيبني ... كانت صورتك ... أفرك عينياي .. أهي صورتك حقا ؟

كيف لم أنتبه لها و أنا طوال الوقت أجمع صورك و كلماتك ؟ كيف لم أنتبه لوجودك بهذا القرب ؟؟؟
كان الى جوارك فتاة صغيرة كالوردة .. و كنت قد كتبت لها اهداء .. شيء تفعله رغما عن طبيعتك المستقلة و قسوتك الظاهرة .. و كأنك خجلان من حسك الأبوي

أخذت علبة الكارتون و كالطفلة بدأت أقطع منها الجزء الخاص بك

ماتت جدتي
و هجرنا بيتنا
و ما كان ذلك سوى .. آخر لقطة في حلم ساذج صغير
!